نهار تعود الى حضن امها من جديد...قصه قصيره
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نهار تعود الى حضن امها من جديد...قصه قصيره
من طرف بروره الأربعاء يونيو 24, 2009 10:09 am
نهار تعود إلى حضن أمها من جديد
ندى الزهيري
قصة قصيرة :
تعيش نهار في غرفة صغيرة، مظلمة، خاوية من أقل أساليب الحياة البسيطة والمستوى الصحي، رغم ذلك فهي أرحم بكثير من النوم أسفل الدرج، في فله واسعة، وحيدة تسامر الألم والخوف والذكريات الحزينة.
تشد نهار يدها على خصرها ، تعتصر الألم ، تلوكه ثم تلفظه ، وهكذا بالذهاب والإياب ، تحوم جاهدة للتخلص من جرعة الألم القاتلة .
حول حائط تلك الغرفة البائسة، ترمي بجسدها المنهك على السرير البالي، وهي في دوران دائم حول محور ذكريات حياتها الحزينة.
مذ كانت طفلة رضيعة ، حين فقدت والدتها ، وحرمت من دفئها وحنانها وغذائها وحبها الذي لا يعوض ، لترتمي في أحضان اليتم المرير تتقاذفها أمواج الحياة المتلاطمة ، من لجة إلى لجة .
الدموع والحسرة والمرض كانوا رفقاء دربها على مر الزمن الذي عاشت ،
بفقد أمها لم تجد من يعوضها ولو جزء بسيط من الحرمان ، هكذا شاء الله أن تكون ممن خلقوا للعذاب والابتلاء .
يعتصر نهارا الألم من جديد، تتوقف الذكريات، ولا يبقى غير صهيل الوجع، يقطع روحها أجزاء.
بصمت صارخ تستغيث ، وليقينها بألا مغيث سوى الله سبحانه وتعالى ، فهي تتألم بصمت .!
ثم تعود إلى الذكريات من جديد، تستعرض تاريخ يتمها العتيد بظلامه الدامس.
فجأة .. ترتسم على شفتيها البيضاء الشاحبة ، ابتسامة باهتة ، مشبعة بالإنسكارات .
تتذكر يوما فريدا؛ اليوم الذي طرق باب قلبها شاب طيب، وسيم، دمث الأخلاق، متفهم لظروفها وشئون حياتها..
انجرفت بأكملها في جوف إنسانيته ، واندست بكلها في أعماق روحه ؛ لعلها تشرئب الدفء والحنان والحب من بين ثنايا روحه الجميلة .
الأيام والسنين مرت؛ بشيء أشبه بالحلم الجميل، وخاصة بعد أن رزقت بطفلها، فبدت معزوفة الحياة تعزف لحن السعادة، وكأن الدنيا بأسرها تتمايل طربا لفرحها.
لكن .. أفاقت نهار من حلمها الجميل، على زلزال هز كيانها، ومزق سعادتها، فحبها واستقرارها ومنبع سعادتها وحبيبها زوجها وأب طفلها، يتخلى عنها ويذهب إلى أحضان أخرى، تاركا إياها إلى الوجع من جديد.
تداركت نهار أنتها التي قفزت على انحناءات حزنها ، وعادت أوجاعها تنهش بقسوة في جسدها العليل .
قامت بصعوبة، تخطو بخطوات بطيئة إلى الهاتف، تستنجد قريبتها، لتأخذها للطبيب، لكن لسوء الحظ لا أحد يرد.
كررت الاتصال مرارا دون جدوى ..
فاستسلمت للوجع، ولوحدتها القاتلة ، رغم امتلاء المنزل بالآخرين !!!
بقت يومين طريحة الفراش دون حراك ، ولا أحد يهتم لأمرها ‘ فقد تعود الجميع على تجاهل شكواها ، وبدا الملل والتأفف جليا على مواقفهم ، بل أصبح من يدعوا الله أن يخلصهم من وجودها الثقيل ..
وهناك على السرير الأبيض ، وبين أجهزة الإنعاش ، ترقد نهار ، بجسد أزرق منتفخ ، ولكن رغم هذا فهناك نور جبينها ، وفك عقد حاجبيها ، ينبأن عن ابتسامة غامضة لم نعتدها منها، وحوارمتمتم، يبدوا جميلا لم نفقهه ! لكن بين من يا ترى ؟!
يوم لا أكثر ، وسلمت نهار الروح لخالقها ، بجمالها ، وشبابها ، وطيبة قلبها ، وحبها للناس ، مودعة للدنيا الدنية ، التي لم ترى فيها إلا الزهيد من الفرح المشوب بالحزن والحرمان ،
لتعود إلى حضن أمها من جديد.. وربما ؛ هذا هو سر تبسمها الأخير
ندى الزهيري
قصة قصيرة :
تعيش نهار في غرفة صغيرة، مظلمة، خاوية من أقل أساليب الحياة البسيطة والمستوى الصحي، رغم ذلك فهي أرحم بكثير من النوم أسفل الدرج، في فله واسعة، وحيدة تسامر الألم والخوف والذكريات الحزينة.
تشد نهار يدها على خصرها ، تعتصر الألم ، تلوكه ثم تلفظه ، وهكذا بالذهاب والإياب ، تحوم جاهدة للتخلص من جرعة الألم القاتلة .
حول حائط تلك الغرفة البائسة، ترمي بجسدها المنهك على السرير البالي، وهي في دوران دائم حول محور ذكريات حياتها الحزينة.
مذ كانت طفلة رضيعة ، حين فقدت والدتها ، وحرمت من دفئها وحنانها وغذائها وحبها الذي لا يعوض ، لترتمي في أحضان اليتم المرير تتقاذفها أمواج الحياة المتلاطمة ، من لجة إلى لجة .
الدموع والحسرة والمرض كانوا رفقاء دربها على مر الزمن الذي عاشت ،
بفقد أمها لم تجد من يعوضها ولو جزء بسيط من الحرمان ، هكذا شاء الله أن تكون ممن خلقوا للعذاب والابتلاء .
يعتصر نهارا الألم من جديد، تتوقف الذكريات، ولا يبقى غير صهيل الوجع، يقطع روحها أجزاء.
بصمت صارخ تستغيث ، وليقينها بألا مغيث سوى الله سبحانه وتعالى ، فهي تتألم بصمت .!
ثم تعود إلى الذكريات من جديد، تستعرض تاريخ يتمها العتيد بظلامه الدامس.
فجأة .. ترتسم على شفتيها البيضاء الشاحبة ، ابتسامة باهتة ، مشبعة بالإنسكارات .
تتذكر يوما فريدا؛ اليوم الذي طرق باب قلبها شاب طيب، وسيم، دمث الأخلاق، متفهم لظروفها وشئون حياتها..
انجرفت بأكملها في جوف إنسانيته ، واندست بكلها في أعماق روحه ؛ لعلها تشرئب الدفء والحنان والحب من بين ثنايا روحه الجميلة .
الأيام والسنين مرت؛ بشيء أشبه بالحلم الجميل، وخاصة بعد أن رزقت بطفلها، فبدت معزوفة الحياة تعزف لحن السعادة، وكأن الدنيا بأسرها تتمايل طربا لفرحها.
لكن .. أفاقت نهار من حلمها الجميل، على زلزال هز كيانها، ومزق سعادتها، فحبها واستقرارها ومنبع سعادتها وحبيبها زوجها وأب طفلها، يتخلى عنها ويذهب إلى أحضان أخرى، تاركا إياها إلى الوجع من جديد.
تداركت نهار أنتها التي قفزت على انحناءات حزنها ، وعادت أوجاعها تنهش بقسوة في جسدها العليل .
قامت بصعوبة، تخطو بخطوات بطيئة إلى الهاتف، تستنجد قريبتها، لتأخذها للطبيب، لكن لسوء الحظ لا أحد يرد.
كررت الاتصال مرارا دون جدوى ..
فاستسلمت للوجع، ولوحدتها القاتلة ، رغم امتلاء المنزل بالآخرين !!!
بقت يومين طريحة الفراش دون حراك ، ولا أحد يهتم لأمرها ‘ فقد تعود الجميع على تجاهل شكواها ، وبدا الملل والتأفف جليا على مواقفهم ، بل أصبح من يدعوا الله أن يخلصهم من وجودها الثقيل ..
وهناك على السرير الأبيض ، وبين أجهزة الإنعاش ، ترقد نهار ، بجسد أزرق منتفخ ، ولكن رغم هذا فهناك نور جبينها ، وفك عقد حاجبيها ، ينبأن عن ابتسامة غامضة لم نعتدها منها، وحوارمتمتم، يبدوا جميلا لم نفقهه ! لكن بين من يا ترى ؟!
يوم لا أكثر ، وسلمت نهار الروح لخالقها ، بجمالها ، وشبابها ، وطيبة قلبها ، وحبها للناس ، مودعة للدنيا الدنية ، التي لم ترى فيها إلا الزهيد من الفرح المشوب بالحزن والحرمان ،
لتعود إلى حضن أمها من جديد.. وربما ؛ هذا هو سر تبسمها الأخير
بروره- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 35
تاريخ التسجيل : 20/07/2008
رد: نهار تعود الى حضن امها من جديد...قصه قصيره
من طرف $*صمتي نطق*$ الإثنين يونيو 29, 2009 11:04 pm
غاليتي قصه جميله جدا
لما تحمله بين سطورها وطياتها من معاني جميله وساميه
من صبر خالطه الحرمان والأسى
من روح رضت بقضاء الله وقدره عليه
الى ان رحلت الى مناها وغايتها
يعطيك الف الف عاااافيه
وتسلم يمينك يالغلا
لما تحمله بين سطورها وطياتها من معاني جميله وساميه
من صبر خالطه الحرمان والأسى
من روح رضت بقضاء الله وقدره عليه
الى ان رحلت الى مناها وغايتها
يعطيك الف الف عاااافيه
وتسلم يمينك يالغلا
$*صمتي نطق*$- عضو جديد
- عدد الرسائل : 49
الموقع : بين جدران الذكريات
مـزاجــي :
تاريخ التسجيل : 23/07/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى