أسطورة فالنتاين ( عيد الحب )
صفحة 1 من اصل 1
أسطورة فالنتاين ( عيد الحب )
في منتصف فبراير من كل عام يتسارع العشاق والمحبين لتبادل الورود الحمراء القانية والهدايا باسم عيد الحب أو ما يسمى ( فالنتاين )
وكثر من يجهلون فالنتاين ،
فالنتاين
هو قديس روماني طيب ، حكمت عليه روما أن يموت ضربا بالهراوات ثم يفصل رأسه عن جسده عقوبة له على عصيان أوامر الإمبراطور كلاوديوس الثاني
وكان الإمبراطور المولع بالحروب قد منع الناس من الزواج في الإمبراطورية الرومانية ، اعتقادا منه أن العائلة تمنع الجنود من أن يكونوا من صنف المحاربين الشجعان 0 وتجعلهم يتقاعسون عن الغزو وتوسيع رقعة الإمبراطورية
ولأنه ما من أحد يستطيع أن يقف في وجه قوانين الطبيعة ، ولا أن يمنع الناس من الحب والتزاوج كسر فالنتاين أوامر الإمبراطور وبدأ يزوج الناس سرا فتم القبض عليه وأعدم لقيامه بجمع الرؤوس بالحلال من وراء ظهر الإمبراطور
وتذهب الأسطورة المخلوطة ببعض التاريخ ابعد من ذلك ، فتزعم أن ( فالنتاين ) عشق في سجنه الفتاة العمياء ( استريوس ) ابنة السجان ودعا الله إن يعيد لها البصر فاستجيب له وأبصرته وأحبته بدوره وكتبت له يوم إعدامه في الرابع عشر من فبراير رسالة حب ملتهبة 0 جعلته يواجهه الموت سعيدا مبتسما وواثقا من أن الحب أقوى وأعظم من أن يتم حبسه في الزنازين ، بقوانين سلطوية مهما كان نوعها
وهناك من يقول أن العشاق اللذين زوجهم فالنتاين هم اللذين كانوا يمطرونه بالرسائل إلى أن امتلأت بها الزنزانة ، ومذ ذلك الحين أصبح يوم إعدام فالنتاين عيد حقيقي للعشاق منذ نهاية السنة الثالثة للميلاد
وأصبح العشاق والمحبين يتكاتبون فيه ويتواعدون ويتعاهدون ويرسلون البطاقات الممهورة بالقبل تأكيدا للمواثيق والعهود الأبدية ، فلا قيمة لأي حب إن لم يظهر أبديا وخالدا في نظر أصحابه
ومن المؤكد إن المحبين لايحتاجون إلى يوم فحسب للتعبير عن عواطفهم ، فكل يوم عندهم عيد أو مأساة حسب الحالة والمزاج ودرجة التملك ، وطبقات الغيرة وأنواعها
ورغم ذلك فهم يعيشون بالحب ، ولا شيء أجدى من الحب ؛فهو ينبع منك ويجري فيروي الآخرين 0 ثم يعود إليك في دورة أبدية تملأ حياتك بالفرح والإشباع وتقيك شر الدخول في نفق البغض والحسد الذي يدمر أصحابه قبل الآخرين
فالحب قابلية وتكوين ومعادلة تطهير داخلية ، قبل أن يكون هوسا وشبقا ، كما فهم أتباع فالنتاين ، وهذا التحوير في الدور يعيدنا إلى الكثير من البشر اللذين فصلوا دائما ما هو جسدي وما هو روحي ، فأوصلوا المسالة إلى حد التناقض ، حتى بلغ الأمر أن قالوا : بأن ما يمزج بين الأبدان إنما هو بعينه ما يفصل بين النفوس فكأن الحب الروحي لا ينشأ إلا على أنقاض الحب الجسدي وهذه جدلية غير مفهومة عند العض
فالجسد الإنساني جميل وبديع التقاطيع ،و الروح الإنسانية رائعة ومتسامية ، والحب أسطورة أساطير الكون لايكتمل دون روح وجسد ، لذا ثار ( فالنتاين ) على القرار الإمبراطوري وأنهى عزلة الجنسين على حساب حريته وحياته ، فاستحق أن يتحول إلى رمز من رموز الحب الكونية
ندى عبد الجليل الزهيري
14/2/2009م
القطيف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى