هذا مالا يجب تجاهله
صفحة 1 من اصل 1
هذا مالا يجب تجاهله
لقد كانت حياة البشر هينة لينة محدودة الأبعاد، معدودة الأغراض،لوكانت قاصرة على معدة تملأ ،أو جلد يدفأ، أو جسم يستريح
لكن حياة البشر احفل من هذا كله وأغنى ،
إننا محتاجون مذ كنا صغارا إلى عقل يتفتح وعاطفة تصفو نحتاج إلى حنو صادق ، ونجاح يتعاظم ، وشعور بالأهمية والتقدير نسعى لنحب ونحب ، نسعى لنسمع الكلمة الطيبة ونتفوه بها ونلقى التعامل السمح الودود ونمنحه نريد حياة إنسانية ثرية ، ونفوسا مشرقة غنية بالمعاني ، وأفاقا حافلة بالمكتشفات ، وقلوب مفعمة بالحب ، والحديث عن الحب ، حديث عذب وجميل ، هو حديث مكرور معاد ، لايمل منه الإنسان ، يعود إليه من جديد ويستمع إليه بشوق ولهفة في كل حين قد كان حديث الإنسان منذ كان على الأرض وسيظل يتحدث به ما دام يحيا ويدب على هذه الأرض
إنه حديث الساعة وكل ساعة حديث العقل والمعرفة والقلب والعاطفة حديث الطفولة ، حديث الرجل والمرأة ، بل يشغل تفكير الأفراد والجماعات ، ويملأ دنيا الأقوام في كل زمان ومكان ، وهو حديث الضمير النقي ، والوجدان الألق ، والأحاسيس الصافية
إن نفوسنا المشبعة بالمحبة هي أرصدتنا الضخمة التي تنمو وتتزايد باستمرار
أنها لمأساة من مآسي حياتنا نحن البشر أن نتجاهل شحذ نفوسنا بالحب ، فتنجم عنها أكثر متاعبنا وتهدر فيها معظم قوانا وذلك لأننا نحيا بالقليل الأقل من نفوسنا ويعترينا الانكماش فلا نحيا إلا في زاوية من زوايا نفوسنا ، نقبع فيها معظم أوقاتنا
ضاربين حولنا سياجا نصنعه بأيدينا ليكون سجنا مؤلما وبائسا وقاتما، يبهت لونه وتبلى جدته فلا يتغير ولا يتبدل ( إننا نسجن نفوسنا في جزء صغير من نفوسنا )
أكبر مأساة للبشر أن يموتوا قبل أن يموتوا ، وأن تفرغ نفوسهم ويجف فيها نسغ الحب والآمال ، قبل أن يفرغ العالم من أجسامهم المثقلة 0 وهكذا فليس الموت هو المشكلة ، وإنما هي الحياة 0 الحياة الميتة التي تخلوا من رعشات الأمل ونفحات الإيمان ، والأفراح البريئة ولأجل أن تحيا نفوسنا ، يجب العمل على تحقيق النمو والازدهار لها ، فهو المحتوى والمجال الذي ستنمو فيه النفوس الحقيقية مشرقة وصافية ، لحياة أجمل ، وعطاء لا يكل ، نحو مجتمع أفضل
ندى عبد الجليل الزهيري 2/2/1429 هـ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى