المشاكل الأسريه

مقابلة ميدانية عن أسباب التفكك الأسري
تحقيق ورؤى : ندى عبد الجليل الزهيري
تتكون الأسرة لتبقى ولكن لكي تبقى الأسرة يجب أن يتوفر لها قدر من الاستقرار والطمأنينة لتكون سعيدة وتصبح نواة صالحة في بناء المجتمع ولكن الأسرة في مجتمعنا كثيرا ما تتعرض لهزات قد تكون عنيفة تحطم الأسرة ويتفرق أفرادها وينفصل الزوج عن الزوجة ويكون الأطفال في النهاية هم الضحية لهذه المشاكل التي قد يختلقها كل من الزوجين أو يفرضها عليهم المجتمع في هذه الظروف الصعبة. ولمعرفة أسباب الخلافات الزوجية ومن هو المسئول عنها توجهنا بالسؤال إلى عدد من أصحاب الشأن وكانت هذه إجاباتهم.
السؤال الأول كان موجه للسيدة زينب السكيري من سيهات تقول :
إن الزوجين اختارا بعضهما البعض عن اقتناع فهما مشتركان بكل ما يجري في الأسرة من سلبيات وايجابيات ولكن مجتمعنا يلقي باللوم دائما على المرأة حتى وان كان الرجل هو السبب في هدم بناء الأسرة نتيجة تصرفاته غير المقبولة كبقائه خارج المنزل لفترات طويلة راميا بالحمل الثقيل على الزوجة من تربية الأطفال ومسؤولية تدبير المنزل أو صرف المال في المكان غير الصحيح مما يؤدي إلى حدوث المشاكل الأسرية.

أما هبا وهي زوجة وموظفة وأم لطفلين من القطيف تقول :
بعض الأزواج لايبالي بما تتطلبه الزوجة الأم من اهتمام وعاطفة واحترام والبعد عن الجفاف العاطفي فالبعض يقدم لأسرته وأطفاله المأكل والملبس والمشرب ويعتبر انه غير مقصر بواجباته تجاه أسرته لكن هذا لايعوض ما تفقده الأسرة وخاصة الأم من حب وحنان لتستطيع فيما بعد منحه لأطفالها فيكون الزوج هو السبب الأول والأخير في المشاكل الأسرية التي قد تؤدي فيما بعد إلى هدم تلك الأسرة بالطلاق فيجب على الزوج إن يكرس طاقته لأسرته ولا يجب إن تنسيه الأشغال والغياب عن المنزل عائلته0
بينما تقول السيدة كوثر ( ربة منزل ):
إن وجود الزوج خارج المنزل لوقت طويل بسبب انشغاله بأعمال أخرى بعد الوظيفة يسبب الفراغ للمرأة ويشعرها بأنها مهملة من قبل زوجها وانه يرمي بأعباء الحياة الأسرية على عاتقها وهو مشغول عن أسرته وأطفاله ولا يوليهم الاهتمام الكافي وان هذا الفراغ الذي تشعر به المرأة قد يسبب العديد من المشاكل الأسرية التي قد تؤدي فيما بعد إلى الطلاق ولكن على الرغم من ذلك يجب على الزوجة إن تتحلى بالصبر والإيمان لتربي أطفالها تربية سليمة ولتحافظ على زوجها وأسرتها وتبعد عنها المشاكل.
والآن لنا وقفة مع الأستاذ: باسم
وهو موظف وله طفلان :
معظم المشاكل الزوجية تكون أسبابها مادية إذ يحصل خلل ما بين الوارد اليومي و احتياجات العائلة وهذا الخلل يجعل المشاكل تطفو فوق سطح الحياة الأسرية فضلا عن تمسك الرجل بشرقيته المفرطة في النظر إلى المرأة وبحث المرأة عن منافذ تطل منها على حياة أكثر سعة مما هي عليه إذ تريد الانطلاق نحو أفاق رحبة من الحرية وهذا ما يجعل الفرق شاسعاً بينهما.
كما لنا وقفة مع محمد ( موظف أرامكوا ) فيقول :
الاثنان مسئولان عن الخلافات التي تقع فيما بينهما وهذا لايأتي من فراغ لأنهما اتفقا على الزواج وتكوين الأسرة ولكن السماح بالتدخلات الخارجية وإلقاء المسؤولية كاملة على طرف دون الآخر قد يكون سببا في تلك المشاكل لذلك يجب على الزوجين احترام واجباتهما تجاه الأسرة وإنا اعتقد إن من أسباب المشاكل الأسرية هو عمل الزوجة وبقاؤها خارج المنزل لفترة ليست بالقصيرة قد يؤدي إلى قصور من جهة الزوجة في اداء واجباتها الزوجية وشعور الزوجة بالإحباط وبأنها المذنبة في التقصير بواجباتها الأسرية والاهتمام بالأطفال وعدم تقبل الزوج لذلك التقصير مما يؤدي إلى خلق المشاكل.
إما الباحث الاجتماعي الأستاذ باقر يقول:
هناك العديد من الأسباب المؤدية إلى حدوث المشاكل الأسرية فهناك أسباب اجتماعية هو الاختلاف في المفاهيم والعادات والتقاليد وهناك أسباب نفسية منها العناد وسرعة الغضب والتفكير السلبي والابتعاد العاطفي وانعدام مشاعر الحب والمودة وهناك أسباب ثقافية وهي عدم حصول توافق بين الأفكار والميول والاتجاهات وعدم حصولهم على معلومات كافية عن الحقوق والواجبات وهناك أسباب اقتصادية منها قلة المورد المالي الذي يؤدي إلى تلبية جميع الحاجات وصعوبة الحصول على لقمة العيش ومن أهمها اقتصاديا حاجة العائلة إلى سكن مستقل وهناك أسباب أخرى منها الغيرة المفرطة والشخصية المريضة والتي لاتستطيع التكيف مع واقع الحال وعدم قدرتها على حل المشاكل وإيجاد الحلول لها والابتعاد عن الصراعات بل واثارة المشاكل لأتفه الأسباب والتذمر وخيبة الأمل والخيانة وعدم احترام الرأي الأخر وأحيانا الكذب والخداع والأنانية والاعتماد على الغير والاهتمام بالذات فضلا عن عدم تحمل الزوجين أعباء الحياة الزوجية.
ولكن على الزوجين احتواء الاختلافات بالصبر وعدم إفساح المجال لتدخلات الآخرين والتنازل عن بعض الأمور وحل المشكلة بلطف وحكمة حتى تستمر الحياة الزوجية والأسري 0
وفي ختام هذه الدراسة الميدانية في بلدة القطيف وسيهات وجدت إن فحو ها يتلخص في الآتي :
إن من أهم أسباب المشاكل الأسرية في الوقت الحاضر الحالة المادية للعائلة ويكون تأثيرها قوياً على رب العائلة خصوصا العاطل عن العمل وينعكس ذلك على الحياة الأسرية، إما السبب الثاني فهو غيرة المرأة على زوجها ويأتي هذا من إهمال الزوج لزوجته.وظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة هي زواج الرجل المتزوج من أخرى موظفة كي تعينه وأولاده على الحياة المعيشة الصعبة وان أسباب المشاكل الأسرية ترجع إلى الزوجين.
كما أن المرأة هي الأم والزوجة والأخت وهي تقوم بالكثير من واجباتها تجاه أسرتها وزوجها دون ملل أو شكوى ولكن عندما تهمل من قبل الزوج ولأسباب تافهة مقارنة بما قدمته للزوج من رعاية واهتمام وإنجاب للأطفال ستشعر بالإحباط وتفقد صبرها ولا تستطيع بعد ذلك تحمل إهمال زوجها وأسرتها فكيف ستعطي الرعاية التامة بعد كل هذا لأطفال تركهم والدهم في رعايتها لوحدها وبدون مشاعر وأحاسيس ولماذا نطالب المرأة وحدها بكل هذه الجهود النفسية والإنسانية وإذا أهملت بجانب معين وبدون قصد فلا تجد من يساعدها ويسامحها فالزوجة دائما هي التي تضحي في سبيل عائلتها وخاصة عندما تكون واعية. إن تدخل الأهل في حياتهما وإشعال المشاكل بينهما واصرارالاهل في كثير من الأحيان على الطلاق. بالإضافة إلى الحالة الاقتصادية التي أصبحت الآن من أهم المشاكل الأسرية خاصة في هذه الظروف الصعبة ولاننسى التفاوت الطبقي والثقافي بين الزوجين كل هذه عوامل تؤدي إلى المشاكل الأسرية التي قد تتطور وتؤدي إلى الطلاق.
حالة لم أرفقها ضمن البحث الميداني أثرت بي كثيرا وضعتها لكم للمشاركة والطرح في المنتدى مع باقي البحث السابق وهي
سيدة تزوجت من رجل يكبرها باثنتي عشر عاما مطلقة ولديها ستة أولاد من زوجها الأول وعاشت قصة حب معه استمرت سنة تكللت فيما بعد بالزواج وأثمر زواجهما طفلاً واحداً وفر لها كل سبل الراحة ولكن على الرغم من ذلك بدأت المشاكل تدب بينهما بسبب غيرتها الشديدة على زوجها فما إن يخرج حتى تسال أين ذهب ومع من يخرج ومتى يرجع إلى البيت وقد حاول الزوج عدة مرات تغيير سلوكها وزرع الثقة في نفسها وحاول إن يفهمها انه يحبها ولا يفكر بأخرى غيرها إلا أنها لم تقتنع وظل الشك يراودها فاتفقا على الطلاق وإعطاء الولد إلى والده وسفرهما إلى خارج البلد.
حالة أخرى 000!!
اختار له أهله ابنة عمه لتكون زوجة له ووافق على ذلك على الرغم من انه لم يكن مقتنعا بها وإنها تكبره بخمسة أعوام كما انه لايوجد تقارب ثقافي بينهما فهي تحمل شهادة دبلوم وهو لم يحصل سوى على شهادة الابتدائية بدأت المشاكل بينهما بعد الزواج بفترة قصيرة وبدأ بضربها واهانتها ذهبت إلى بيت أهلها وبقيت هناك لمدة سنة ولم يذهب ليراها اويسأل عنها طيلة هذه الفترة.
وقد حاول أهله عدة مرات الصلح بينهما لكن في كل مرة تفشل تلك المحاولات لذلك قرر الزوج رفع دعوى لتطليقها وإعطائها جميع حقوقها.
( هذه شرائح عديدة من واقع مجتمعنا المعاصر، توجب المناقشة وإبداء الرأي منكن أو منكم، الرجاء التفاعل والمشاركة للإفادة 0000)