زينب صرخة الحقوق

بالأمس مرت ذكرى الاربعين العظيمة ، فحلقت أرواحنا كسرب طيور في فضاء كربلاء ، تلك



التي على أعتابها سجدت أزمان ولم تفتر، فاتحة أبواب القلب للقاء صادق عذب أنيس لكل حق ،قارعة أجراس الصمت وجدان المتكاسلين والمتقاعسين والصامين آذانهم عن كل الجرائم والانتهاكات في كل زمان 0 وعلى ثراها آثار اقدام زينب تتجه بالالم الذي يسكن في وجدانها عميقا يغور في شفاف القلب يفتح صفحات زينب صرخات مدويات وعواصف لافحات وأعاصير صاخبات في وجه الفساد والظلم والطغاة ،وصفحات في ديوان البطولة و الحماسة والأدب الرفيع المشرئب بنسع القداسة ونبراس للآجيال الواعية .



فهي محرك ومحرض ومناهج عمل وكهرباء ودفق وعواطف روحية مرتبطة بالمنهج الرباني أستطاعت توصيل رسالة الامام الحسين في كربلاء واثبتت أن صاحب الرسالة لن يموت ابدا ، وسيكون هناك دوما من ينهض بهذه الرسالة ويحمل الراية الحسينية ويصيح بالأفاق بكلمات الحسين ( هيهات منا الذلة )فهي أول من قيضت نفسها بحمل الرسالة وأول من قال ( لبيك ياحسين )ومن وراءها لبت كل عشاق الحق ملبين لنداء الحسين في رفض الذل والهوان واحقاق الحقوق وردع كل الظالمين وكشف اللثام عن الصور القبيحة لكل طواغيت العالم صارخة في وجوههم الى اخر يوم في الدنيا .



لقد اثبتت السيدة زينب عليها السلام بأنها بمفردها استطاعت ان تتحدى امبراطورية باكملها ، وأن تساهم في تقويضها ايضا فهي لسان الحسين الذي لم يستطيعوا اسكاته ، فقد أتخذت من حالة سبي واسر يزيد لها سلاح لمقارعة الباطل ، والكشف عن الصورة الحقيقية للعدو ، والقت الخطب والكلمات لفضحه وافشال خطته ،وكانت خطبتها عليها السلام مثالا للمواجهة في الاسر 0 وقد عابت على يزيد سوء عمله الظالم وخروجه عن دين الاسلام وقالت : ( أظننت يا يزيد حيث اخذت علينا اقطار الأرض وآفاق السماء فاصبحنا نساق كما تساق الاسارى ، أن بنا على الله هوانا – أمن العدل يابن الطلقاء ! تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وابديت وجوههن ، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويستشرفن أهل المناهل والمعاقل؟!



لم تتوان زينب عن كشف الحقائق وإزاحة الستار عن جرائم الاموين فهي اوقضت بكل كلمة مضاجعهم وعروشهم 0 كما حافضت على عزة عائلة الحسين كل المحافظة لكي تكون نواة للعزة الاسلامية ،فلنستلهم من هذه المواقف الشجاعة قوة عظيمة وصلابة مستلهمة من روح زينب في استرجاع ذواتنا الانسانية المهاجرة من عمقها الى عوالم طافحة في السواد ، ونحد من سقوط الانسان من عليائه الى أعماق البؤس والآزدواجية الكالحة التي يعانيها أكثرية الخلق ،من روح زينب نرفض الذل والهوان ، ورفض الآخر ، وأغتيال الفكر والمفكرون ، يجب أن تصل البشرية الى درجة من النضج والقابلية حنى تصل ، ولا يتحقق الهدف للوصول الا بتثقيف الأمة بثقافة الحسين ومنهجيته المنبثقة من ثقافة دين جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

ندى عبدالجليل الزهيري - 2008-03-