منتديات ملتقى انسان النسائي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فلسفه أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام)

اذهب الى الأسفل

فلسفه أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام) Empty فلسفه أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام)

مُساهمة من طرف بروره الإثنين يونيو 22, 2009 8:23 pm

[color=darkblue]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): لفاطمة (عليها السلام) تسعة أسماء عند الله عزّ وجل: فاطمة والصدّيقة والمباركة والطاهرة والزكيّة والراضية والمرضيّة والمحدّثة والزهراء ) .



قد يتبادر إلى أذهان البعض عدة أسئلة منها :-

1 ـ لماذا الباري عز وجل وضع الأسماء لفاطمة الزهراء (عليها السلام)؟
2 ـ وما فلسفة أسماءها ؟
3 ـ وماهية المعاني لها ؟ ولم التأكيد من قبل الله تعالى على أهمية أسماء الزهراء (عليها السلام)؟

كل هذه الأسئلة لابد لنا من التوقف عندما والإلمام بمعرفتها من خلال مراجعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)واستظهارها وكيفية بيان معاني أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام).


أما كون أسماءها من الله تعالى وهو الذي سماها بفاطمة فيوجد في هذا المضار أحاديث كثيرة تبين هذه المنقبة لفاطمة (عليها سلام)، فلقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)أنه قال لفاطمة (عليها السلام): « شقّ الله لك يا فاطمة اسماً من أسمائه ، فهو الفاطر وأنت فاطمة » .


وجاء في حديث عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبدالله (عليه السلام) « لفاطمة (عليها السلام)تسعة أسماء عند الله عز وجل : فاطمة والصديقة والمباركة والطاهرة والزكية والراضية والمرضية والمحدّثة والزهراء » (6) .


وفي حديث آخر قال أبو الحسن (عليه السلام): « ... فلما ولدت فاطمة سماها الله تبارك وتعالى فاطمة » .

أقول: فيتبين من خلال هذه الأحاديث وأحاديث أخرى أغفلنا من ذكرها لئلا يطول المقام بها إن أكثر أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام)هي من وضع الله تعالى وهو الذي سماها بهذه الأسماء المباركة ، ففي رواية يثبت الإمام (عليه السلام) أن للزهراء (عليها السلام)اسم واحد سماها به الله تعالى وفي رواية أخرى يثبت معصوم آخر أن للزهراء (عليها السلام)تسعة أسماء عند الله تبارك وتعالى ، كل ذلك نتيجة المقام السامي لفاطمة الزهراء عند الله تعالى ، وربما يوحي هذا الكلام أن هناك تعارض في عدد أسماء الزهراء (عليها السلام)ولكن بأدنى تأمل للروايات يظهر لنا أن هذا ناشيء من طبيعة حال السائل ، وعلى هذا الأساس انقدح في ذهننا الأسئلة المتقدمة الذكر وهو لماذا الباري عز وجل هو الذي سمى فاطمة بهذه الأسماء ؟ وما هي فلسفتها ؟ وما هي المناسبة بين ذات الزهراء وأسماءها التي أعطاها الله تبارك إياها ؟ وعليه كل الأسئلة المتقدمة سوف نجيب عليها من خلال هذا البحث بإجماله .


الشيخ محمد فاضل المسعودي
المصدر : الموقع العالمي للدراسات الشيعية



تابع فلسفة أسماء فاطمة الزهراء ( عليها السلام )


فنقول : إنما وضع الله أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام)منه لتكون علامة لشيء ما ، وهذا الشيء سوف يتضح لنا من خلال الأبحاث القادمة ، وربما تسأل أيها القاريء العزيز كيف يكون الإسم علامة للمسمى والمفهوم من العلامة هو الوسم والذي يظهر هذا من خلال مراجعة أفراد اللغة العربية ؟


والجواب على ذلك : أن بين الأسماء والمعاني الموضوع لها مناسبة ذاتية ، والواضع عندما يضع الإسم المعين للمسمى المعين يكون عالماً بالمناسبة وقادراً عليها ولوجود الحكمة والإتقان في وضع الأسماء لتلك المعاني ، ومن هنا كان الواضع لأسماء فاطمة الزهراء هو الله تعالى وذلك لوجود المناسبة والحكمة في ذات الزهراء (عليها السلام)، وكذلك اقتضت حكمة الباري عز وجل ان تكون العلامة فيها مناسبة لها وهي ذات الزهراء في مادتها وصورتها حيث كانت دلالة فاطمة الزهراء ذاتية ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً مع اسمها فكان التعبير من الله تعالى أدق في التعريف لذات الزهراء (عليها السلام)وأظهر في تميز ذاتها عن بقية الذوات .


فالله سبحانه وتعالى لم يهمل الحكمة ولم يظلمها ولم يضعها في غير ما جعلها مقتضية لها فمن شاء أن يطلعه على علل الأشياء وأسبابها علمه ذلك بتفهيمه أو بوضع القرائن له والامارات على ذلك وكما فعل ذلك مع أهل البيت (عليهم السلام) حيث هو الذي وضع أسماءهم وهذا ما نجده من خلال المأثور الروائي لأهل البيت (عليهم السلام)، فالله تبارك وتعالى يحب أن تكون أسماء أهل البيت (عليها السلام) منه تعالى وكما قال الله تعالى : ( لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ) .

وأما إن قال شخص ما إن الواضع لأسماء فاطمة هو غير الله تعالى وبغض النظر عن الرواية الواردة في المقام والشواهد والقرائن الأخرى ؟
فالجواب عليه : أنه لو قلنا بأن الواضع غير الله تعالى لم يكن هناك محذور في أن الألفاظ بينها وبين المعاني مناسبة ذاتية لأن الوضع لا يمكن إلا ممّن له قوة المعرفة التي تنقص عن المعرفة بالمناسبة واعتبارها ، ويدل على هذا إنّا وجدنا في اللغة واشتقاق الألفاظ بعضها من بعض ونظمها على ما يوافق الحكمة ما يبصر العقول مع ما عرفنا من قصورنا عن أكثر أسرارها ولا يكون ذلك إلا ممن يقدر على المناسبة ويعرف كمال حسنها وشرفها على عدمها وإذا كان قادراً على العلم بها وعلى معرفتها بأنّها أكمل وأدلّ على المطلوب وأوفق بالحكمة كان العدول عن ذلك نقصاً في الكمال وعدولاً إلى الإهمال عن الحكمة لأن الأسماء في الحقيقة صفات المسمّيات فلو لم يكن بين الصفة وموصوفها مناسبة ذاتية ومطابقة حقيقة لكانت صفة فاطمة الزهراء (عليها سلام) التي تطلب بها تمييزها تصلح أن تكون لغيرها وإذا صلحت لغيرها كان تميزها بها ممايز في الإلتباس وعدم المعرفة .


وعلى كل حالٍ فإن البحث في هذا المقام لطويل وشائك فالذي نريد القول به والنتيجة التي نريد استعراضها وإظهارها هو أن الواضع هو الله تبارك وتعالى لأسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وانما وضعها لتكون العلامات المميزات والصفات المعينات لفاطمة الزهراء (عليها السلام)، ولكي يتبين معرفة الحال في المقام أكثر نقول : ان المراد من هذه الأسماء الأعم من اللفظية والمعنوية لأن العلامة والتمييز يحصل بكل منهما ، والحاصل أن أسماءها (عليها سلام) التي اشير اليها في الرواية المتقدمة الذكر سواءً كانت من الاسماء الصفاتية او الفظية فإنها مشتقة م أسمائه تعالى يعني اشتقها سبحانه وتعالى م أسمائه وهذا معنى ما روي عن علي بن الحسين (عليه السلام) حيث قال : حدثني أبي عن أبيه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)إلى أن قال : « قال الله يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي هذا محمد وأنا الحميد المحمود في فعالي شققت له اسماً من اسمي وهذا علي وأنا العلي العظيم شققت له اسماً من اسمي وهذه فاطمة وأنا فاطر السموات والأرض فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي وفاطم أوليائي عمّا يعّرهم ويشينهم شققت لها اسماً من اسمي ... » .
وهذا يعني أنها فيض وجودها ونورها من فيض نور الله تبارك وتعالى ونسبتها إلى الله تعالى من حيث وجودها ومبدأ نورها وصفاتها (عليها سلام) وبأبسط تأمل لهذا الحديث يظهر أنه سبحانه وتعالى يريد بالإسم ما هو أعم من اللفظ ولو أراد خصوص اللفظ فقط يعني اسم فاطمة لما قال تعالى وهذه فاطمة وأنا فاطر السموات والأرض ولو أراد خصوص المعنى لما علقه بالألفاظ ولكنه تعالى يريد الأسماء المعنوية والأسماء اللفظية وهو المفهوم من أحاديثهم الكثيرة وكما سيتبين لنا من خلال اظهار معاني أسماء فاطمة (عليها سلام) فافهم تغنم (7) .

الشيخ محمد فاضل المسعودي
المصدر : الموقع العالمي للدراسات الشيعية

بروره
عضو جديد
عضو جديد

انثى عدد الرسائل : 35
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى