منتديات ملتقى انسان النسائي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صوت القطار

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

GMT + 3 Hours صوت القطار

مُساهمة من طرف ندى الزهيري الجمعة أغسطس 01, 2008 10:58 pm

أهلا بالاعضاء الحلويين
توجد عندنا اليوم قصة رائعة للقاصة نجيبة عبد الآله الخنيزي
انشاء الله تعجبكم ، نريد تعليقاتكم على الموضوع


القطار


صوت القطار
لم تكن الشمس قد بزغت عندما نهض من نومه على صوت الصفير المزعج لما كان يعتقد أحمد أنه صوت القطار البعيد .. سار وهو يتمتم بكلمات تنم عن انزعاجه, ليجد والده العجوز مستيقظاً كعادته يصلي الفجر .. ألقى أحمد تحيته وما أسرع ما قال:
ـ صوتُ ذلك القطارِ مزعجٌ .
نظرةُ تأملٍ من عينيّ والده الغائرتين من عمر السنين التي تقارب الستين عاماً.. تتكلم مع شفتيه:
ـ أيزعجُكَ صفيرُ القطار؟
وبسرعةِ شبابِ هذا العصر وبنظرةٍ لا تقف عند مكان.. أجاب: مزعجٌ جداً..
رَدَّ الوالد الكهل بابتسامةٍ وقورةٍ : سوف تشتاق يوماً لصوت القطار البعيد.
وكعادة اليوم الدائب حيث تُشرق الشمس من نفس المكان وتغيب من آخر ولا جديد في حياة هذه الأسرة الصغيرة توجه الأبُ إلى عمله البسيط كحارس مدرسة، فيما أخذ أحمد طريقه مشياً إلى عمله وكأن صداعاً يلازمه من ذلك الصوت المزعج دون أن يعرفَ له سبباً أو تفسيراً فيكفي أن تعيشَ فقرك مع ألمٍ دائمٍ.. ويكفي أن تعيش وسط متجرِ مجوهراتٍ غاليةِ الثمن وأنت لا تملك قيمة قطعة واحدة منها . كان يسأل نفسه كل يوم ذلك السؤال الذي لا ينتهي
ـ لو أصبح عنده متجرٌ كهذا هل سيكونُ سعيداً ؟ ولو تملك بيتاً كبيراً في منطقةٍ جميلةٍ مليئةٍ بالبساتينِ والجناتِ.. لا يسمعُ فيها غيرَ صوتَ العصافيرِ وشلالاتِ المياه؟ ألن تنتهي تعاسته الأبدية. وأمام أحلامِهِ هذه يجد نفسه منجذباً نحو الدعاء كي يهب له صانع الحياة أمانيه الضائعة في زحمة الحياة، ويرتل مقطوعة الأبد أن الإله يهبُ العطايا ولا يأخذُ منها شيئاً. يعيش بين اليقظة والخيال وهذا الحلم يتملكه إلى انقضاء المساء حيث يختفي كل شيء في الجسد المتعب.
كل يوم يمر هكذا دون جديد، وصوت ذلك القطارِ يكرر نفسه عند كل صباح، وجرسُ الساعةِ يُشير إليه أن يُسرع في النهوض كعادته ليبدأ نفس دورة اليوم ونفس الأحلام الوردية. المفاجأة التي غيرت يوم هذه العائلة المكونة من أبٍ يكاد ينتقل لعالم آخر وفتى يافع يعيد دورة حياةٍ قديمة لأبٍ شاءت الأقدار أن يرث منه طريقته في الحياة. المفاجأة أن تبدو على وَجه والده علاماتُ التعبِ وتتخذذ أكثرَ شقوقُ سنينِ التعب..
تبدى القلق من عينيه دون أن يجد نفسه قادراً على الوصول إلى نهاياتِ الخوف, هل ما يراه صحيحاً،
رَدََّ عليه والدُهُ بصوتٍ متهدجٍ لم يسمعه من قبل:
ـ يأكلني ضعفٌ شديد.
اختفى من ذاكرته جدول الأعمال اليوم، وتبعثرت رتابة اليوم، وتاه عن طريقه الذي اعتاده من سنوات ووجد طريقاً جديداً نحو مستشفى الحكومة, أمله الوحيد، حيث يتساوى الموت والحياة. لم يسعفه الوقتُ كثيراً إذ كانت الأقدار تجري أسرعَ مما يَقدِرُ عليه عقلُهُ البسيطُ التائهُ في أحلام يقظةٍ لا يجد لها منفذاً كي تتحقق, فقد رأى والدَهُ ملقيا على الأرض .. وما أقسى الأوقات التي تحضر دون ميعاد ولا إشارة مسبقة.. ففي لحظة واحدة افترقا عن مكانهما، واختفت لغةُ الكلامِ وتلك النظرات التي طالما تبادلاها .. دارت به الدنيا بين ألمٍ وحزنٍ وذكرياتٍ.. كان والده كل ما يملك في هذه الدنيا. والآن هاهو يعيش وَحدةً لم يعرفها من قبل.
انتهت دورة العزاء الصغيرة وعاد إلى نمطه الأول.. بات يعيشُ دون والدِهِ، وصاحبيه في هذا النزل الصغير الأشبه بدكان صغير هما الحُزنُ والصمت المطبق عد ذلك الصوت الآتي من باطنه العميق، تتملكه الحيرةُ ويزداد اندهاشهُ ( أين اختفى صوتُ ذلك القطار البعيد ) ؟ ..أين يجد الجواب وقد رحل من كان يقدم له تفسير كل شيء..وغاب الوجه الذي لم يرَ غير ملامحه في هذا الحياة.. والوجه الذي تنمحي تحت تقاسيم وجهه كل تقاسيم الحياة المعقدة.
ولا جديد .. ها هو صباح آخر رتيب .. يستيقظُ ويخرج من غرفته.. وصورةُ والدِه تحضر في خياله وكأنه يجلس على الكرسي نفسِهِ ينتظر.. ولكن ماذا كان ينتظر؟ ... تدمع عيناه ويُقرر أن يشرب الشاي كعادة والده في الصباح الباكر.. أليس هو معلمه الأول.. من رأى العالم من خلاله. . ولا شيء آخر غير قول الأب ورأي الأب وأوامر الأب .. يضع إبريق الشاي على الفرن ويعود إلى ذاكرته سارحاً في أيام والدِه الجميلة .. ويا للدهشةِ صوتُ القطارِ ثانية .. من أين يأتي.. من باطني.. كلا فأنا أعيش لحظة تأمل في هذا العجوز الراحل.. يزداد الصوت وضوحاً.. تنفرج أسنانه عن ضحكة ساخرة من نفسه..إنه صوتٌ الإبريقِ يتصاعدُ منه بخارُ الماءِ .. يا إلهي هل كان هذا صوت إبريق شاي أبي ؟؟ ألم يكن صوتَ القطار البعيد؟ لِم غيب عني هذا الجواب البسيط وهو الذي جعلني نسخة منه.. أيُ سرٍ أردتني أن أتعلمه!.. أتساءل.. أسرُ الصوت أم سرك أنت.. ليتك تعود أبي ويأخذ كلانا طريقه..ويبقى صفيرُ القطار يزعجني.



--------------------------------------------------------------------------------
ندى الزهيري
ندى الزهيري
عضو جديد
عضو جديد

انثى عدد الرسائل : 23
تاريخ التسجيل : 17/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

GMT + 3 Hours رد: صوت القطار

مُساهمة من طرف $*صمتي نطق*$ السبت أغسطس 09, 2008 7:48 pm

قصه قصيره الكلمات
لكنها كبيره المعاني

سلمت يداك غاليتي ندى
يعطيك العافيه
ننتظر الميد من ابداعاتك Smile
خالص مودتي
صمتي نطق
$*صمتي نطق*$
$*صمتي نطق*$
عضو جديد
عضو جديد

انثى عدد الرسائل : 49
الموقع : بين جدران الذكريات
مـزاجــي : صوت القطار Mstansa1
تاريخ التسجيل : 23/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى