منتديات ملتقى انسان النسائي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حقوقيات ولكن؟!

اذهب الى الأسفل

حقوقيات ولكن؟! Empty حقوقيات ولكن؟!

مُساهمة من طرف بروره الثلاثاء يوليو 07, 2009 1:31 am

حقوقيات ولكن ؟!
ندى عبد الجليل الزهيري

ضمن الحراك الثقافي والاجتماعي والسياسي المبارك ، الذي حاولت بعض المؤسسات النشطة والمدركة الى حاجة المجتمع الى المرأة ؛ وتنميتها وصقلها وتدريبها لخوض غمار الحياة بجميع أغوارها ، وسبر مواهبها ، وتنوير فكرها وخرطها في المجتمع ؛ لتؤذي دورها الأكمل ، في سبيل خدمة مجتمعها والارتقاء به ..

إلا أن هناك كثيرات انخرطن في سلك العمل الاجتماعي ؛ كنوع من الموضة أو البرستيج الاجتماعي ، دون دراية أو استيعاب لماهية ومضامين هذه الخدمة العظيمة ، والتي من أهم مواصفات قيادتها هي الخلق الرفيع ، النابع من إنسانية سوية، متفهمة ومدركة ومستوعبة لماهية العطاء ؛ وأبعاده الإنسانية ..

لكن بعض هؤلاء شاءت الظروف أن يكن في هذا الموضع ( فلتة ) وقى الله المسلمين شرها .

هؤلاء لا يملكون أبسط قواعد الإنسانية – لا أعلم قصدا أم جهلا – وفاقد الشيء لا يعطيه

هناك مواقف كثيرة شاهدتها وأخرى أخبرت بها من قبل بعض الناشطات ، اللواتي أوذين أذا نفسيا ، من أخوات تدعي التدين والحقوق

تحضرني هنا قضية سيدة محترمة و ذات جوهر نقي وطيبة وعرفان بماهية الخدمة الاجتماعية.

كانت هذه السيدة ممن دعين لحضور ورشة عمل خارج البلاد ،تعنى بالمعرفة الحقوقية وغيرها من لوازم العمل الاجتماعي ، وبما أنها ورشة عمل ، كانت هناك مداخلات وتدريبات ومناقشات وطرح آراء وما الى ذلك من أمور ..

الشاهد هنا ، رغم المشقة والتعب والجهد المضني والبعد عن الأهل والأولاد الى آخره من مفارقات،

البعض كل ما استفادة من دروس في الحريات والديمقراطية والحقوق هو غرس ثقافة – الحش - والافتراء وسوء الظن، ولو سألوا أحد عن مخزونهم من الورشة وبنودها للاذوا بالفرار من جهلهن ، فهن لم يكن همهن الا المراقبة والترصد لنقل الأخبار من مستودع نفوسهن الموحلة بالجهل والحقد والحسد .

هؤلاء لم يتركوا لتلك الإنسانة زميلتهن في الورشة من فضيلة أو منقبة الا ونهشوها ومزقوها إربا ، بل عملوا على تشويه سمعتها وداروا في الأمصار يشهروا بها لا لعلة الا أنها كانت على حد قولهم جريئة في طرحها ..

هنا حضرني قول الأمام الصادق عليه السلام والذي ترتعد له الفرائص:

(من روى عن مؤمن رواية يريد به شينه وهدم مروءته ليسقط من أعين الناس؛ أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان )

سبحان الله حتى الشيطان يزهد في هذا الإنسان ،لأنه لا يحب أن يكون في ولايته ، هذا الزبون الذليل ،فيا لها من عاقبة .!!

وعن الإمام الصادق أيضا قال (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :لا تطلبوا عثرات المؤمنين ، فأنه من تتبع عثرات المؤمنين ؛تتبع الله عثراته؛ومن تتبع الله عثراته يفضحه ولو في جوف بيته ).

مما لا شك فيه أن وراء هذا الافتراء والبهتان أجندة نفسية معقدة من الحسد والغيرة والحقد وغيره..،أو ضمير نام منذ زمن طويل .!

ودائما يكون مصير هؤلاء مزبلة التاريخ

رغم أن هذه المشكلة أزلية وليست وليدة اليوم والأمس، لكن لا بد من تناول الموضوع؛ من جميع الجوانب الدينية والمهنية والاجتماعية...

ومن هذا المنظور فإن أخلاقيات العمل الاجتماعي مستوطنة في القواعد الأخلاقية و لا يمكن الفصل بينهما فكل قاعدة إنسانية تتضمن قيما أخلاقية.

فأخلاقيات -العمل الاجتماعي- تنطلق من احترام حقوق الإنسان ، كمرجعية أولى تستند عليها ، فأولى القيم الأخلاقية ، هي الدفاع عن حرية التعبير أي الانطلاق من( مادة 19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولكن مع الحفاظ على كرامة الإنسان كاحترام الشخصية للفرد ،

ومع غياب أخلاقيات العمل التطوعي عند البعض يعطي المجال لتنامي ثقافة التقسيط ، في أعين الناس والتي تضرب في صميم روح الإنسانية وعدم احترام العقد الاجتماعي ، ويغذي العنف والكراهية في العلاقات وبالتالي ، يؤدي إلى عدم احترام الناس بعضهم البعض وهنا المسؤولية لا تقع على الناقل فقط ، بل على من يصدق بدون إن يتأكد . !

مشكلتنا مع طرفين :

الأول فاقد كل القيم الأخلاقية بحيث يشعر أو لا يشعر، أصبح بوق بيد أهواءه وتركيبته المريضة ، اللذين يضربون في صميم روح الحرية التي يتشدقون بها ، وبالتالي؛ يغذي العنف والكراهية في العلاقات ما بين أبناء المجتمع ، وعدم احترام حقوق الإنسان من اجل مصالحهم الشخصية .

الثاني: يتحرك باسم الإصلاح؛ الذي يتبنى بدون وعي و أخلاقيات دينية أو اجتماعية ومهنية؛ المقولة أو الخبر الذي لا يحمل حقائق أو وثائق تثبت ، وتسقط هنا دعواه بالإصلاح!! ، وتصبح الشعارات بدون معنى أو مضمون.

فمن الواجب على القائمين والمهتمين بهذا الشأن؛ أن ينتقوا بعناية فائقة من يوظفوهن في مثل هكذا مجالات، فليس كل من تجلبب بالتقوى تقي،! وليس كل من تشدق بالحقوق حقوقي ،!

الكثيرات واللواتي لهن باع في العمل الخيري والتطوعي ؛يتألمن كثيرا من فئة جديدة في مجتمعنا يملئن كل مكان ، بمسمى العمل التطوعي أو الاجتماعي أو الحقوقي وهن خواء من ثقافة قيم العطاء والتي تتطلب روح إنسانية ، مؤمنة ، واعية ، نقية ، وشفافة ومترفعة عن الحسد والحقد من تقدم الآخر .

كما أن العمل التطوعي لابد أن يكون له قانون، وإلا تكون هناك فوضى و هذا القانون يرافقه أخلاقيات العمل التطوعي.

أخواني وأخواتي :

قبل البدء بأي عمل نريد به وجه الله سبحانه وتعالى ، ما علينا الا أن نمحص أنفسنا ، ونعيد حسباتنا ،ونبحث في ذواتنا عن حقيقة دوافعنا ، لأنه ما من مؤمن عارف و معطاء ‘ به ذرة من حقد أو حسد أو غيبة أو بهتان أو غيرها ، من الصفات الذميمة ،! كما أن الإيمان الكامل يقتضي أن يحب الإنسان لأخيه ما يحبه لنفسه ، وأن يكره له ما يكرهه لنفسه قال تعالى :

(وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ).

"سورة الحجرات آية12"

بروره
عضو جديد
عضو جديد

انثى عدد الرسائل : 35
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى